• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
انتشر عند الشباب وحتى عند أبنائنا الطلاب لبس الملابس الرياضية التي تحتوي على الصليب وهذا واضح ومنتشر وقد يصلى بها أيضا في المساجد، نريد توجيه منكم – بارك الله فيكم – حول هذا الأمر؟
الجواب:

بالنسبة للصليب، الصليب لا شك أنه وثن باعتبار أن الله عز وجل قد بين في كتابه العظيم أن عيسى لم يصلب وإنما رفعه الله عز وجل إليه، ولذلك الله عز وجل يقول: (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) شبّه لهم أنهم ظنوا أنهم قتلوا عيسى بن مريم والسبب في ذلك أن الله عز وجل قد رفعه، وبين الله عز وجل في الوحي القاطع في ذلك في كتابه، وكذلك أيضا في الأحاديث المتواترة عن النبي عليه الصلاة والسلام أن الله عز وجل رفعه إليه
فهذا الشعار هو نقض لتلك العقيدة الإسلامية المعروفة في ذلك فمن اعتقد صحة ذلك فقد كفر بالله سبحانه وتعالى
ولهذا نقول: إن هذا الصليب الذي يعلق ربما على السيارات أو على الألبسة أو ربما يكون مثلا في بعض الأماكن التي ربما تكون عامة من حدائق أو نحو ذلك، إذا وضع صليبا وكان على هذا النحو الذي يدل على تلك الدلالة أن عيسى صلب، والصلب في ذلك صورته معروفة وله طرق عندهم من جهة رسمها وشكلها إما أن يكون مثلا العمود القائم في ذلك هو أطول وأتم من العمود المعترض في هذا، ويجعلون في ذلك هيئة الإنسان الذي يلف بيديه ثم يكون قائما
ومنهم من يفعل ما يسمى بالزائد علامة الزائد أنه شبيه بالصليب وهو نوع من أنواعه الذي يقال له الصليب الأحمر بهذا النحو
لهذا نقول: إن الصليب المعقوص إذا فيه الصليب لما جاء اعتراضا، لو أن إنسانا وضع قلما أو وضع شيئا مثلا أو نحو ذلك فجاءته صورة، الصورة على هيئة صليب أو أن الإنسان أراد أن يضع في بيته رسما أو مجسما ونحو ذلك ثم تفاجأ أنه بعد تعليقه على هذا النحو
نقول: إذا كان الناظر له بعد الانتهاء لأن بعض الناس يقول: أنا لم أقصد الصليب ولكن الناس إذا رأوه قالوا هذا صليب وظنوا أنه صليب، نقول: إذا وجد أوهام وظن، ولم يكن عقيدة عندك فإنه يجب عليك أن تزيله لأنه يؤدي نفس الدلالة ولو لم يكن ذلك خاطرا بذلك عند ذلك العمل
ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يوصي بإزالته كما جاء في حديث عدي بن حاتم أنه جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام وعليه صليب، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: (أزل عنك وثن الكفر)
وكذلك جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيح وقد ترجم على هذا البخاري رحمه الله في قوله: باب كسر الصليب وقتل الخنزير: أخرج البخاري من حديث أبي هريرة قال عليه الصلاة والسلام: (يخرج عيسى بن مريم في آخر الزمان حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير) وفي هذا إشارة إلى أن كسر الصليب هي عقيدة توحيدية، أشار إلى تلك العقيدة الباطنية التي كانت في بني إسرائيل وبقي هذا الأمر مشتهرا عندهم
لهذا نعلم أن الصليب أشد جرما وكذلك تحريما من الصور، لماذا أشد تحريما من الصور؟ لأن الصور يجوز للإنسان أن يضع صورة ممتهنة وذلك كالصور التي تكون مثلا على السراويل أو كذلك أيضا على الفرش التي تداس، كذلك أيضا على الجزم والأحذية، كذلك على الشراب، وكذلك على ألبسة الأطفال التي تمتهن ونحو ذلك، كذلك أيضا الألعاب التي ترمى وتهان باعتبار أن هذه الصور ممتهنة
الصليب إذا وجد ولو كان ممتهنا كالذي يوجد على البسط أو يوجد على الأحذية أو غير ذلك، نقول: هو محرم وجوده أصلا ولهذا هو أعظم من هذا، ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام أزال الستار الذي رآه فيه صليب، وكذلك جاء عن عبد الله بن عمر كما روى ابن أبي شيبة وغيره أنه أحرق الصليب من لباس
وكذلك أيضا جاء عن عائشة عليها رضوان الله تعالى كما جاء عند ابن أبي شيبة وغيره أنها قالت: لا نلبس الثياب التي فيها صليب
فنقول: إن الإنسان إذا وجد صليبا وجب عليه أن يزيله سواء كان ذلك في اللباس أو كان ذلك مثلا في تحفة أو غير ذلك باعتبار أنه إزالة لعقيدة كفرية
لهذا نقول: إن الألبسة التي يبلى بها الناس سواء كان ذلك في المتاجر أو كان ذلك ربما أيضا بالملصقات التي توضع على الملابس أو نحو ذلك من العلامات الرياضية والشعارات، نقول: يجب على الإنسان ألا يشتري ذلك اللباس وإذا اشتراه فهو آثم بذلك وإذا اعتقد صحة ذلك فهو كافر بالله سبحانه وتعالى، فيجب عليه أن يحذر من هذا وأن يتقي الله عز وجل فيه
وثمت رسالتان: الرسالة الأولى: إلى المسؤولين الذين يتولون أمثال هذه الأمور من جهة التجارة، المتاجرة بها سواء كان ذلك وزارة التجارة أو الجهات التي تتولى الترخيص للتصدير أو التوريد في مثل هذا، نقول: يجب على المسلمين في بلدان الإسلام أن يتقوا الله عز وجل في مثل هذا، وعدم محادة الله سبحانه وتعالى فيما أخبر الله عنه، فالترويج للصليب وترخيص الملابس الرياضية، والترخيص أيضا كذلك للأعلام، الترخيص كذلك أيضا للألعاب التي ربما تحتوي على صليب هذا تكذيب لله سبحانه وتعالى والإشارة إلى تلك القضية والفرية العظيمة التي يفتريها بنو إسرائيل هي مخالفة للحق البين الذي بينه الله سبحانه وتعالى فيجب على المسلمين أن يتقوا الله عز وجل
والمسؤول الذي يأذن بوجود ذلك معتقدا صحة ذلك فهو كافر بالله سبحانه وتعالى فيجب عليه أن يتقي الله عز وجل، ولكن نقول: إنه يلتمس العذر لكثير من التجار وكذلك أيضا من المؤسسات والشركات باعتبار أن هذه العلامات التي تكون في الألبسة غير بينة من جهة الظاهر
لهذا نقول: إنه الواجب أيضا عليهم أن يضعوا لجان للتدقيق والفحص ونحو ذلك وإلا باء بنفس الإثم
الرسالة الثانية: إلى أهل التربية والتعليم، وكذلك أيضا أولياء أمور الأبناء، خاصة الذين يبتلون بالملابس الرياضية باعتبار مثلا اشتهار مجموعة من الأندية ونحو ذلك والتي مثلا شعارها الصليب، فنقول: يجب عليهم أن يحذروا أبنائهم بأن الله عز وجل أمره، سواء كان من معلمين لطلابهم أو كان من آباء لأبنائهم أو كان أيضا من العلماء لتلامذتهم أن يبينوا تلك الخطورة وبينوا أيضا حقيقة الصليب
لا يقول أنه صليب يجب أن يكسر ثم هو يحرف الحقيقة، ثم يتساهلون في ذلك لهذا نجد أن هذا ينتشر، تجده في السيارات في مؤخرات سيارتهم على الألبسة تجده أيضا حتى على الألعاب، ربما تجد رسم وضع على كرة ونحو ذلك، وبعض الناس يرون أنه يرخص باعتبار أن الكرة مهانة، نقول: حتى لو كان مهينا، وجود هذا الشعار هو اعتقاد بصدقه فيجب على الإنسان أن يزيله
كذلك أيضا إذا وجد على بعض الأعلام، أعلام الدول التي يرسم فيها الصليب، ويقصد فيها الصليب، يحرم على المسلمين أن ينصبوها سواء ينصبوها على ملابسهم أو ينصبوها في دورهم أو في نواديهم أو ينصبوها كذلك أيضا في الطرقات ومن نصبها فقد باء بإثمها
ولهذا يجب على من نصب علما من الأعلام التي يرسم فيها الصليب أن يتوب إلى الله عز وجل من جرمه، فإنه يخشى عليه في ذلك الكفر، خاصة في الأعلام التي يظهر فيها الصليب ظاهرا ويكون مثلا ذلك في ضيافة أو استقبال بعض رؤساء الدول أو مسؤوليهم أو الاتحادات العامة أو المؤتمرات أو اللجان أو البرلمانات أو غير ذلك فتنصب هذه الأعلام
فنقول: من نصب علما فيه صليب وهو يعلم أنه صليب فنصبه فهو محاد لله سبحانه وتعالى يخشى على إيمانه من الكفر ويجب عليه أن يحذر
كذلك يجب على من يتولى أمثال هذه الأمور أن يزيلها وأن يخشى عاقبة محادة الله عز وجل في مثل هذا، لهذا نقول: إن هذه القضية هي قضية خطيرة تنتشر سواء كان ذلك في الطابع الرسمي من جهة الأعلام وغير ذلك، كذلك من جهة الأبناء والتربية ونحو ذلك
ما يتعلق أيضا بقضايا الدول ربما يقال: إن ثمت دول قد وضعت في مواثيقها تلك العلامات ونحو ذلك نقول: الدول هذه لا تقبل أن توضع شعارات أو تتخذ دول من الدول شعار يضاد ما عليه تلك الدولة في عقيدتها أو نحو ذلك من مشاعرها وتطالب بتلك الإزالة
نقول: استقبال رؤساء الدول وكذلك أيضا الاجتماع معهم في حدود ما أمر الله عز وجل به والشرع، هذا أمر آخر وقضية أخرى
أما نصب الأعلام في الطرقات التي يظهر فيها الصليب وكذلك رفع تلك الشعارات وهذا لا شك أنه محادة لله سبحانه وتعالى ومحادة لرسوله فهذه قضية أخرى ويبين لهم تلك الفرية التي أوجدوها ووضعوها في أعلامهم، فنقول: إن رفع الأعلام شيء والاجتماع مع مسؤوليهم بحدود ما أراد الله عز وجل شيء آخر
فيجب علينا أن نفرق بين ما أذن الله عز وجل فيه، وبين ما حرمه الله عز وجل، وبين ما يكون محادة له جل وعلا.

تاريخ إصدار الفتوى الإثنين ١٦ ديسمبر ٢٠١٣ م
مكان إصدار الفتوى بدون قناه
تاريخ الإضافة السبت ٠٢ مايو ٢٠٢٠ م
حجم المادة 18 ميجا بايت
عدد الزيارات 402 زيارة
عدد مرات الحفظ 66 مرة
الأكثر تحميلا